Morocco's Territorial Development Initiatives and the Opportunity for Major Transformation

king mohammed 6 in parliament2

Dr. Abdullah Boussouf (Secretary-General of the Council of the Moroccan Community Abroad)

كانت الإشارة إلى خطاب العرش في يوليوز 2025 في معرض خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان المغربي في الجمعة الثانية من شهر أكتوبر الجاري، إحالة عميقة ودالة على القراءة الجيدة والبعد الاستشرافي الذي تتميز به كل الخطابات الملكية السامية.

فلا مكان اليوم أو غدا لمغرب يسير بسرعتين، لم يكن شعارا للاستهلاك الإعلامي والسياسي بقدر ما كان يحمل نَفَس “ثورة هادئـة” ودعوة لتنزيل جيل جديد من برامج التنمية والعدالة الاجتماعية وتدارك الفوارق الاجتماعية والمجالية. كما أن ذات الخطاب حدد بدقة الجًراح مكامن الأعطاب الاجتماعية وفي مقدمتها الشغل وقطاع الرعاية الصحية والتربية والتعليم، ونبه الى ضرورة استحضار نتائج الإحصاء العام للسكان لسنة 2024 وما حمله من التحولات الديمغرافية والاجتماعية والمجالية، في كل السياسات العمومية؛ في نفس الوقت ذكر  بموعد إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة في موعدها الدستوري القانوني العادي.

أعتقد أن واقعية خطاب العاشر من اكتوبر الجاري اقتضت ذلك الربط والتذكير بخطاب ملكي سامي آخر، كما اقتضت التذكير بمسؤولية الجميع في النهوض بهذا الوطن بكل تحدياته ومعيقاته وأعطابه، وأن المغرب الصاعد سيواصل من جهة، استكمال برامجه الاستراتيجية التي تضمن له موضع قدم في خرائط عالم التحالفات الجيوستراتيجية. ومن جهة ثانية اعتبار تحقيق العدالة الاجتماعية ومحاربة الفوارق المجالية، برامج استراتيجية ورهانات مصيرية، تتجاوز الزمن الحكومي والبرلماني.

فواقعية خطاب أكتوبر الجاري حملت نقلة جديدة بعيدا عن كل انفعال عاطفي أو رد فعل مرحلي..وجعلت من المواطنين المبتدأ والخبر، إذ تم ذكرهم ستة 6 مرات في نفس الخطاب، في الدفاع عن قضايا المواطنين، وتحسين ظروف عيش المواطنين، ولتأطير المواطنين، وتهم حقوق وحريات المواطنين، ولأنكم تمثلون المواطنين، وتغليب المصالح العليا للوطن والمواطنين.

الواقعية في مضمون الخطاب تعني استفادة الجميع من ثمار النمو وتكافؤ الفرص بين جميع ابناء المغرب الموحد، كما تعني وتيرة أسرع وأثرا أقوى للجيل الجديد من برامج التنمية الترابية. أما النقلة الواقعية الأخرى للخطاب، فهي السعي للتحول الكبير المرتبط بتغيير عقليات وطريقة العمل، والترسيخ لثقافة النتائج، بالاعتماد على لغة الارقام والتكنولوجية الرقمية.

لكن ونحن نحاول قراءة خطاب افتتاح البرلمان في اكتوبر 2025 وما سبقه من احتجاجات شبابية، من أجل تجويد قطاعات اجتماعية كالصحة والتعليم، وما رافق تلك الاحتجاجات من اختراقات وخروقات ومن سقف الانتظارات أيضا، لابد من الإشارة أولا، الى ضرورة إعادة قراءة خطاب العرش لسنة 2025. وثانيا، الى ضرورة الإمعان في دلالات أول خطاب للعرش في 30 يوليوز 1999، وتحديده لعلاقة المؤسسة الملكية مع باقي المؤسسات الدستورية الأخرى، إذ جاء فيها أنه ” …. وبالنسبة للمؤسسات الدستورية، فإننا سنقوم  بدور الموجه المرشد والناصح الأمين والحكم الذي يعلو فوق كل انتماء”

لقد كان ختام الخطاب مسكا قرآنيا وأن “من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره”، وأن موعد نتائج الانتخابات القادمة لناظره قريب.

Dr. Abdullah Bousouf

About the author

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *